التاسع عشر من شهر رمضان المُبارك

تأسيس جامعة الزيتونة

عام 101هـ:

في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك توفي أيوب بن شرحبيا، أمير مصر وواليها في عهد عمر بن عبدالعزيز، اهتم بإصلاح أمور مصر كافة، وقام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فأغلق جميع الحانات، واهتم بتحسين أحوال الناس المعيشيّة، وسار في الناس سيرة حسنة، تدل على خشيته لله وصدقه في العمل.

عام 425هـ:

في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق 28 يوليو 1034م، رحيل إبراهيم الرقيق، هو إبراهيم بن القاسم، المعروف بالكاتب الرقيق الشاعر المؤرخ، ولد بتونس في القيروان، وبها نشأ وتفقه وتولّى الكتابة الخاصة لثلاثة أمراء صنهاجيين؛ المنصور وباديس والمعّز، وكُلّف بالسفارات المهمة إلى الخلافة الفاطمية في مصر، له تصانيف كثيرة في علم الأخبار والأدب، تدل على تمكنه وطول باعه، وكانت له عناية بالفنون، لاسيما بالأنغام والألحان، وضع كتاباً خاصاً عنوانه “كتاب الأغاني”، نحا فيه منحى أبي الفرج الأصبهاني، من مؤلفاته: “أنساب البربر”، “تاريخ أفريقيا والبربر”، “الروح والارتياح”، “فتوح أفريقيا”، وكتاب “نظم السلوك في مسايرة الملوك”.

عام 587هـ:

في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق الجمعة 10 أكتوبر 1191م، رحل الملك المظّفر تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب، كان عزيزاً على عمّه السلطان صلاح الدين الأيوبي، استتابه بمصر وغيرها من البلاد، ثم أقطعه حماه ومدناً كثيرة، كان مع عمه حين فُتحت عكا، توفي اليوم وحملت جنازته حتى دفن بحماه، وله هناك مدرسة كبيرة، وكذلك له بدمشق مدرسة مشهورة، وقد أقام بالمُلك بعده ولده، المنصور ناصر الدين مُحَمّد، فأقره السلطان صلاح الدين الأيوبي على ذلك بعد جهد جهيد ووعد ووعيد.

عام 658هـ:

في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق 28 أغسطس 1260م، رحل الشيخ مُحَمّد الفقيه اليونيني، الحنبلي، البعلبكي، الحافظ المفيد البارع، العابد الناسك، سمع عن الخشوعي وحنبل والكندي والحافظ عبدالغني، تفقه على الموفق، ولزم الشيخ عبدالله اليونيني فانتفع به، ويقتدي به في الفتاوى، برع في علم الحديث، توضأ مرة عند الملك الأشرف بالقلعة حال سماع الأذان، فلما فرغ من الوضوء نفض السلطان تخفيفته وبسطها على الأرض ليطاء عليها، وحلف السلطان أن يطأ برجليه عليها، ففعل ذلك، كان الملوك كلهم يحترمونه، ويعظّمونه، ويجيؤون إلى مدينة بعلبك، ذكرت له أحوال ومكاشفات وكرامات كثيرة، توفي في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك.

عام 665هـ:

في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق الثلاثاء 14 يونيو 1267م، قُتل الشيخ شهاب الدين أبو شامة، الشيخ الإمام العالِم الحافظ المُحدّث الفقيه المؤرخ، شيخ دار الحديث الأشرفيّة، ومدرّس الركنيّة، وصاحب المصنفات العديدة والمفيدة، له “اختصار تاريخ دمشق” في مجلدات كثيرة، وله “شرح الشاطبيّة”، كانت وفاته بسبب محنة حيكت ضده، وأرسلوا إليه من اغتاله وهو بمنزل له بطواحين الأشنان، قالت جماعة من أهل الحديث وغيرهم: إنه كان مظلوماً، ولم يزل يكتب في التاريخ حتى وصل شهر رجب من هذه السنة، فذكر أنه أصيب بمحنة في منزله، وكان الذين حاولوا قتله جاؤوه قبل فضربوه ليموت، فلم يمت، فقيل له: ألا تشتكي عليهم، فقال:

قلتُ: لمنْ؟ قالَ: ألا تشتكي    ما قد جرى فهوَ عظيمٌ جليل

يقيضُ اللهُ تعالى لنــا       من يأخذِ الحقَ ويشفي الغليل

إذا توكلنا عليهِ كفــى       فحسبنا اللهُ ونعمَ الوكيــل

عام 784هـ:

وحدث انه    تولي السلطان برقوق بن آنص الحكم في مصر بعد فترة قلاقل واضطرابات، وهو يعد مؤسس دولة المماليك الثانية التي تُذكر في كتب التاريخ بدولة المماليك البرجية الشراكسة، كان والد برقوق صبي مسيحي (المماليك) اشتراه تجار الرقيق من بلاد الشراكسة ليبيعوه في أسواق مصر، حيث إن مصر أصبحت تستورد هذا النوع من العبيد لشراهة كل أمير من المماليك لتقوية حزبه بشراء أكبر عدد من الصبية لتدريبهم على القتال والانتماء إليه، فاشترى الأمير يلبغا، ولد برقوق سنة 1364م، وأجبره على ترك الديانة المسيحية واعتناق الإسلام، ولأنه عبدٌ فليس له حرية الاعتقاد، وكان له ابن اسمه برقوق أدهش يلبغا بجماله وذكائه ونشاطه، فأرسله لإحدى دور التعليم الإسلامي في مصر فبرع في الفقه وسائر العلوم الإسلامية، فرقاه إلى درجة أمير.

قتْل المماليك سيد والده قد وصل الأمير برقوق إلى درجة كفاءة وامتياز ومهارة في القيادة بين المماليك؛ فزجه قاتِلو يلبغا في السجن مع باقي أصحابه من حراس ومماليك يلبغا، وكان من أخص أصحابه بركة بعدنان، وتخلص الأمير برقوق من سجنه وهرب منه بحيلة، وذهب إلى دمشق وخدم عند منجك حاكم دمشق حتى استدعاه الملك الأشرف إلى مصر قبل مقتله وعينه قائد فرقة من المماليك، وبعد قتل الملك الأشرف ظل برقوق يخدم ابن الأشرف بأمانة وإخلاص ليسد جميل أبيه، واستولى على منصب الوصي، وكان هذا هدفه الذي يحقق طموحه في حكم البلاد.

وتوفي ابن الملك الأشرف في ربيع أول 783هـ بعد أن حكم أربع سنوات وأربعة أشهر، وكان الأمير برقوق أميناً في خدمته، وبايع المماليك أخا الملك المتوفى واسمه زين الدين خاجي، وكان عمره ست سنوات، وجلس على عرش الحكم سنتين، ويقول بعض المؤرخين: إن مدة حكم هذا الملك سنة ونصف سنة، وكان يحكم حكماً اسمياً؛ لأن الوصاية كانت وما زالت في يد الأمير برقوق.

وسئم برقوق أن يكون هو الحاكم الفعلي تحت إمرة ملك أو سلطان طفل، وطمع الأمير برقوق في الحكم.

وفى 19 رمضان 784هـ خلع الأمير برقوق الملك زين الدين ونفاه، وأصبح برقوق الملك والحاكم الفعلي للبلاد رسمياً في عام 1382م الموافق 784هـ ووافق الأمراء والخليفة العباسي المتوكل بالله المقيم في القاهرة على تنصيب الأمير برقوق ملكاً أو سلطاناً على مسلمي مصر.

وكان الصالح الثالث آخر من حكم مصر من سلالة قلاوون رأس دولة أو عصر المماليك الأولى المسماة بالبحرية أو التركمانية، وحكمت مصر حوالي مائة وثلاثين سنة، وفي بداية حكم الملك برقوق هاجم ملك التتار “تيمور لنك” الغازي الشهير حدود سورية بهدف غزوها والاستيلاء عليها؛ فأعد الملك برقوق جيشاً كبيراً من مصر وانضمت إليه الحاميات العسكرية في الشام، وأوقف تقدم التتار بقيادة “تيمور لنك” ولم يرجع حتى انتصر عليه.

وعندما رجع إلى مصر واجهته مشكلة داخلية، فقد وصلته معلومات أن الخليفة العباسي المتوكل بالله المقيم في القاهرة كان يدعو الأمراء ويتفق معهم سراً لخلعه، فأحضر برقوق المشايخ والأئمة والعلماء وخلعوا جميعاً الخليفة المتوكل في عام 778هـ وأمر برقوق بسجنه في القلعة، وأعلن بلاد الخلافة الإسلامية بخلعه، وبايعوا شخصاً آخر اسمه عمر أخا إبراهيم، وأسموه بـ”الخليفة الواثق”، فلم يعش إلا سنة واحدة ثم توفي سنة 778هـ ونصب برقوق بدلاً من الخليفة المتوفى يحيى بن ذكريا عمر، ابن عم الخليفة المستنصر، لكنه لم يكن راضياً عن الخليفة الجديد، وندم برقوق على خلع الخليفة المتوكل وسجنه فأخرجوا المتوكل من السجن وأراد الملك برقوق إعادته إلى الخلافة ورد شرفه إليه، ولكن الخليفة المتوكل لم ينسَ إساءة السلطان برقوق، فلم يقبل دعوته للخلافة.

وتواطأ المتوكل مع أحد أمراء المماليك واسمه مناطش فخلعوا الملك برقوق بموافقة بقية الأمراء ومستشاري الدولة ومشايخها بعد أن حكم ست سنوات وسبعة أشهر وبضعة أيام، وسجنوه في قلعة الكرك، ولم يحدث في عهد الملك برقوق اضطهاد إلا هذه الحادثة، وهو أن أحد أمراء المماليك لشدة تعصبه أمر بهدم كنيسة قبطية كان الأقباط يصنعون فيها خمر التقديس المعروف عند الأقباط بـ”الأباركة” والذين يستعملونه في الكنائس، فاستولى ذلك الأمير على 40 ألف جرة من الخمر وأمر بكسرها عند باب زويلة في الميدان تحت القلعة وسكب الخمر احتراماً للشريعة الإسلامية. وطرح في المجلس الأعلى المكون من تسعة اضطهاد الأقباط، ولكن برقوق كان أعقل من أن يوافق على مشروع يفرق البلاد ويجعلها فوضى، كما أنه اعتبرها خرقاً للمبادئ الحكومية الدستورية، وقام بإصدار أمر يعتبر أغرب أمر صدر في تاريخ الإسلام وهو أنه أمر بقتل رجل أعلن اعتناقه الإسلام بعد أن ترك المسيحية.

وبينما هو منشغل بإصلاح البلاد وإقامة المشروعات أصيب بهبوط في القلب ومات في يوم الجمعة 15 شوال 801هـ وكان قد بلغ من العمر 60 عاماً.

عام 1121هـ:

في 19 رمضان 1121هـ الموافق 30 نوفمبر 1806م جرت معركة بحرية بين أسطول العرب العمانيين والأسطول البرتغالي، تراجع فيها الأسطول العربي إلى رأس الخيمة.

عام 1375هـ:

تأسيس جامعة الزيتونة:

في 19 رمضان 1375هـ الموافق 30 أبريل

1956م، أصدرت الحكومة التونسية قراراً بأن يكون جامع الزيتونة جامعة مختصة بالعلم، وأن تسمى “الجامعة الزيتونية” وأصبحت بها خمس كليات.

 

Exit mobile version