سيف الدين عبد الفتاح في حواره للمجتمع ( 1- 2)

30 يونيو “سهرة” وليس ثورة

– 30 يونيو “سهرة” وليس ثورة

– “ميثاق الشرف”.. الحل الوحيد لتوحيد شركاء يناير

-الإخوان والتحالف هم “روح الثورة” في الشارع  المصري

– انتخابات الرئاسة في مصر 2014م “صناديق قرع”

– حمدين صباحي “شخصية كرتونية”

– الكفاح المسلح ضد الجيش المصري “مستبعد”

   بعد  أكثر  من تسعة أشهر مازالت أصوات المظاهرات تعلو وتصدح في أرجاء  محافظات مصر، وأنات  الآلاف من المصابين، ودماء الشهداء الذين سقطوا  برصاص قوات الأمن, تزين جدران وأرصفة الشوارع بالـ”محروسة”, معلنين رفضهم  للنظام الحالي الذي جاء بعد 30 يونيو والإطاحة بأول رئيس منتخب بعد ثورة الخامس والعشرون من يناير. 

دفعتني رغبات الكثيرين في فهم ما يحدث، وإلي أي مصير سيتشكل الوضع المصري، فكان حوارنا مع د. سيف الدين عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والمستشار السابق للرئيس”محمد مرسي”.  

 في البداية.. كيف تصف ما حدث في “30 يونيو” بمصر؟

 نستطيع أن نقول: إنه كانت هناك عملية احتجاج على بعض الأمور التي تتعلق بحكم الرئيس المعزول “محمد مرسي” في هذه الفترة، واستغلت الدولة العميقة وأجهزة بعينها علي رأسها المؤسسة العسكرية، موجة الغضب هذه  لتتدخل وتشكل الحدث لصاحلها في إطار حماية مصالحها.. لذلك أنا لا أسميها ثورة 30 يونيو بل هي «سهرة 30 يونيو».  

هل كان يستطيع الرئيس المعزول “محمد مرسي” تفادي  ما حدث ما بعد 30يونيو.. واتخاذ إجراءات تحد من موجة الاحتجاج وقتها؟ 

أعتبر أنهم يعقبون أي رئيس يأتي إلي سدة الحكم بانتخابات ويدخل قصر الاتحادية.. الذين يعتبرونه الصندوق الأسود الذي يتحكم في تسيير الدولة.. فالرئيس “مرسي” تجرأ وعرف أكثر ما يجب عن الدولة وكيفية قيادتها وعن صندوقها الأسود الذي يتعلق بتيسير النظام السياسي.. فانقلبوا عليه. 

البعض يرى.. أن ما حدث في مصر حرب معلنة صريحة على الإسلام، فما رأيك؟ 

فكرة الحرب على الإسلام جزء من الصورة ولا تمثلها بأكملها، فيجب الأخذ في الاعتبار, أن أي رئيس مدني كان سيأتي ويهدد مصالح الفئات المختلفة التي تشكل الدولة العميقة بكل تحالفاتها ومصالحها كان سيواجه بمعارضة له. 

فهذا جعل الدولة العميقة وبعض القوي المدنية  شكلت ثورة مضادة لهدم كيان منظم له رصيد تاريخي؛ وهو جماعة الإخوان المسلمين- لأنهم يعلمون أن خوضهم أي انتخابات سبيلها الفشل لأنهم أضعف مما نتصور, وذلك بمساندة من المؤسسة العسكرية والأمنية.. 

هل شكلت المؤسسة العسكرية دوراً في الانقلاب على الرئيس “مرسي”؟ 

 

يجب أن نعرف أن الدولة العميقة من ضمنها المؤسسة العسكرية ودولة “مبارك”  شكلت جهازاً إدارياً فاسداً وتحولت لشبكات فساد و استبداد, وكونت لأنفسها منظومة من المصالح،  فكانت 30 يونيو فرصة للدفاع عن تلك المصالح قبل أن يأتيها رياح التغيير والحرب عليها من جانب نظام “مرسي”. 

كيف ترى قوى ثورية نزلت في ثورة 25 يناير..وانتفضت ضد  مجلس طنطاوي.. ونزلت في 30 يونيو ثم صمتت رغم صعود المؤسسة العسكرية وتصدر المشهد؟ 

يفضل أن نقول قوي مدنية بدلاً من تصنيفها بقوي ثورية.. فالجميع شارك في الثورة، كذلك الإخوان أعتبرها قوى مدنية برؤية إسلامية وشاركت في ثورة يناير.. فأقول: إن بعض هذه القوي المدينة بدأ يتفهم طبيعة  الوضع.. وأنه تم خداعه من الانقلاب العسكري.. ولا بد أن يتفهموا خطأهم.. فليس من الصحيح أن يستنجد عسكري بمدني في منافسة سياسية.. فالدولة  البوليسية عادت  من جديد  صاحبها تدخل قضائي في السياسية. 

هل ترى في الأفق ملامح “مصالحة” بين القوي الثورية والتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب ؟

قبل أن نتحدث عن المصالحة.. يجب أن نسأل أنفسنا هل هناك مناخ مؤهل لأن تحدث هذه المصالحة بين القوى الثورية وتحالف دعم الشرعية ؛ لمواجهة العسكر لمواجهة قوى الثورة المضادة.. فأعتقد أن هناك أزمة ثقة بين القوي هذه بعضها البعض، فهناك من يتحدث عن أن القوي الثورية ترى أن الإخوان باعونا في محمد محمود, والإخوان والتحالف يتحدثون عن بيع الأول لهم في رابعة العدوية والنهضة.. فكلاهما يعتبر ما حدث خيانة من الطرفين وتجارة بالدم. 

إذن.. فكيف ترى الخروج من دائرة التخوين بين الأطراف الرافضة للنظام الحالي في مصر؟

نحتاج إلي ميثاق شرف بين الطرفين  يقوم علي قاعدتين: الأولي:  أنه ليس لأحد أن ينتقد الآخر ويعتقد أنه معصوم من الخطأ فالطرفين أخطئا, والقاعدة الثانية: أن يعترف الطرفان بخطئهم ويمارسا نقد الذات, فالبعض يرى أن الوقت ليس وقت اعتراف بالأخطاء, أقول له: إن ذلك الأمر غاية في الأهمية, فإذا أردت أن تواجه العسكر  والثورة المضادة ودولة القمع البوليسية, فعلى الطرفين أن يقيما فعاليتهم التي تؤدي إلي ذلك حتى وإن كانت منفصلة, وليقم كل طرف بدوره.. بدلاً من الانتقاد والتلاسن  لأن الأمر يحتاج  إلي كثير  من الحكمة والتماسك مع دراسة الظرف التاريخي الذي أنت فيه. 

** كيف تري دور الإخوان وتحالف دعم الشرعية في مواجهة النظام في مصر؟

إن فعاليات الإخوان والتحالف هي الروح الصلبة في استمرار المقاومة ضد الانقلاب العسكري, لولا هؤلاء لما استمرت المقاومة لهذا اليوم الذي نحن فيه، فأكثر من 8 أشهر صمود يعد رقماً قياسياً في مواجهة انقلاب عسكري 

البعض يري أن التحالف والقوي الثورية ليس لديهم تصور في  الحاضر والمستقبل للتعاون معاً في الحراك الثوري بالشارع المصري؟

أقول لك: إنه لابد أن يكون هناك إستراتجية تصور الموقف بعد الانقلاب وكسر الانقلاب, فيما يتعلق بمسألة القصاص والشرعية.. فالمسألة تدور في ثلاثة عناصر: الأول:  هو بناء الثقة المتبادلة بين القوي الثورية المختلفة, حتى يشكل خميرة  لهذه الموجة الثورية, فلن يكون هناك ثورة والطرفان متباعدان, فمثلاً لو بقي التحالف وحده دون تصالح مع القوى الأخرى والحديث عن ثورة إسلامية.. كلام خطأ فإنه يجب أن يتم إحداث قدر من الثقة بين القوى السياسية.  

الأمر الثاني: يجب أن تقوم القوى الثورية ببمارسة كل الفعاليات التي تساهدم في كسر الانقلاب بكل الآليات المتاحة , الأمر الثالث:  آلا يهون الطرفين من الآخر.. فلا يقول طرف: “لو نزل الإخوان مش نازل” , ولكن قل:   إن لدينا هدف ويجب أن نتوافق وأن نتماسك. 

وسط رفض القوي الثورية عودة مرسي.. وإصرار التحالف على عودة مرسي إلى سدة الحكم.. فكيف ترى  أهمية فكرة  التنازل عن الشرعية من عدمها؟

إن التنازل عن الشرعية  يفتح الباب لانقلابات أخرى ويؤدي إلى تدخل الجيش والجنرالات في مساحات السياسة, فلو أن هناك عملية سياسية لا تعجب الجرنال يرفع سلاحه, ويقبض علي الرئيس ويدخله غياهب السجون, فالتنازل عنها لا يشكل مستقبل سياسي لمصر, فالتمسك بالشرعية لا باعتبارها عودة لرئيس بل باعتبارها رمز عودة للنظام الديمقراطي، ومن ثم نتفق على عودة للرئيس حتي يمكن إحداث عملية تغيير متفق عليها؛ لنؤكد على استعادة المسار الديمقراطي. 

 

Exit mobile version